اعداد: ا. حصه بن سلامه

يُعد اختلاف المستويات داخل القاعة التدريبية أحد أبرز التحديات التي قد يواجهها المدرب، إذ يؤثر هذا التباين بشكل مباشر على تفاعل المتدربين وسير العملية التدريبية. فعندما يكون في القاعة متدربون بخبرة متقدمة وآخرون بمستوى مبتدئ، يجد المدرب صعوبة في ضبط سرعة الشرح بما يناسب الجميع، فالمتقدم يشعر بالملل من التوقف المتكرر، بينما يواجه المبتدئ صعوبة في متابعة محتوى سريع يفوق قدرته على الاستيعاب.

كما أن مستوى المشاركة يختلف بشكل واضح، المتقدم يتكلم أكثر ويشارك في النقاش، بينما المبتدئ يتردد أو يخاف أن يسأل، هذا يخلق فجوة في التفاعل داخل القاعة، كذلك تختلف نوعية الأسئلة، فالبعض يسأل عن أساسيات بسيطة، والبعض الآخر يطرح أسئلة أعمق تحتاج وقت إضافي، مما يضع المدرب في موقف يتطلب إدارة ذكية للوقت.

ويواجه المدرب كذلك تحديًا آخر يتمثل في شعور بعض المتدربين بعدم العدالة، فالمبتدئ قد يشعر أن المحتوى صعب وموجّه لغيره، بينما يرى المتقدم أن التدريب أقل من مستواه. هذا الشعور قد يؤثر على رضا المتدربين إذا لم يتعامل المدرب معه باحترافية. إضافة إلى ذلك، فإن تصميم أنشطة تدريبية مناسبة لجميع المستويات يُعد مهمة معقدة، إذ تتطلب موازنة دقيقة بين تبسيط المحتوى ودعم التحدي المعرفي لمن يمتلك خبرة أوسع.

ورغم هذه التحديات، يظل المدرب المحترف قادرًا على تحويل اختلاف المستويات إلى فرصة لإثراء التجربة التدريبية. فمن خلال تحليل احتياجات المتدربين مسبقًا، وتنويع أساليب التقديم، وتقسيم المجموعات عند الحاجة، وتقديم محتوى متدرّج يراعي الفروق الفردية، يصبح بالإمكان خلق بيئة تدريبية عادلة وفعالة تحقق الفائدة لجميع المشاركين دون استثناء.